أنت تتصفح أرشيف موقع بنت جبيل

لم يحمل سلاحاً، ولم يشارك حتى في المواجهات، إلا أن جندياً إسرائيلياً قنصه برأسه.. الأمم المتحدة تصف قتل فتىً فلسطيني بالأمر المخزي

أثار مصرع فتى فلسطيني قنصاً برصاص جندي إسرائيلي، الجمعة 20 أبريل/نيسان 2018، شرق جباليا في قطاع غزة، خلال احتجاجات "مسيرة العودة الكبرى"، موجة استنكار واسعة. الفتى محمد أيوب، البالغ من العمر 15 عاماً، كان أحد 4 شبان قُتلوا برصاص الجنود الإسرائيليين إثر مواجهات اندلعت بين مئات الشبان والجيش قرب حدود قطاع غزة، وتؤكد عائلته أنه لم يكن يحمل سلاحاً أو يشارك في المواجهات، وأنه قُتل برصاص قناص إسرائيلي. وتوالت ردود الفعل المندِّدة بمقتل الفتى، ودعا الاتحاد الأوروبي ومبعوث الأمم المتحدة إلى تحقيق كامل في ملابسات الحادث، في حين دعا مبعوث الولايات المتحدة الخاص إلى الشرق الأوسط للتهدئة.
كان بعيداً عن منطقة المواجهات
وتؤكد عائلة الفتى الفلسطيني أنه لم يكن يحمل سلاحاً أو يشارك في المواجهات، وأنه قُتل برصاص قناص إسرائيلي، بحسب شريط فيديو قام بنشره المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان، وأشارت العائلة إلى نيتها رفع دعوى ضد إسرائيل ونتنياهو. وقال إبراهيم أيوب، (42 عاماً)، من جباليا، إن ابنه "كان وافقاً بعيداً عن الجنود ولا يحمل سلاحاً أو حجارة أو أي شيء آخر"، مضيفاً: "تم استهداف طفل بريء" لمجرد أنه خرج لمشاهدة المسيرة. وأضاف: "لا يريدون لأي طفل أن يطلع ويفهم أن له حقوقاً وله أرضاً، وأن هناك محتلين أخذوا أراضينا. لا يريدون للأطفال أن يفهموا" ذلك و"يعدمونهم"، داعياً كل الدول إلى "أن تحاسب المحتل والجندي". وقال: "محمد لم يقم بشيء، محمد طفل بريء"، داعياً إلى محاسبة الجندي الذي أطلق النار تجاه نجله. وأضاف والدموع في عينيه: "طبعاً، يجب أن أرفع دعوى ضد دولة الاحتلال كلها، وعلى رأسها المجرم نتنياهو، الذي يرتكب جنوده مجازر وإعدامات"، متسائلاً: "لماذا أطفالنا يُعدمون وأطفالهم يعيشون حياة كريمة؟!".
كنا "نتفرج"
من جهتها، قالت والدة الفتى رائدة أيوب، (39 عاماً): "رسالتي للعالم هي أن يقنصوا الذي أعدم ابني؛ لأنه طفل بريء"، مؤكدة أنه "لم يكن يحمل سلاحاً ولم يذهب لمحاربتهم"، وأنها كانت "مسيرة سلمية وذهب ليرى أراضيه". وأضافت أن ابنها الآخر و"الفيديو وكل الناس يشهدون أنه لم يكن يرمي الحجارة". من جانبه، أكد شقيقه أيوب أيوب: "كنت واقفاً في المسيرة السلمية للتفرج مع أخي من دون سلاح أو سكاكين أو أي شيء آخر"، مضيفاً: "كان أخي واقفاً إلا أنهم أطلقوا النار عليه برصاص قناص في رأسه".
تحقيق معمق
على أثر الإدانات الدولية لعملية قتل الفتى، أعلن الجيش الإسرائيلي أن قيادته "تجري تحقيقاً معمقاً في تقارير عن مقتل شخص برصاص الجنود الإسرائيليين". وقال الجيش في بيانه، إن ما سماها "أعمال شغب شديدة العنف وقعت أمس (الجمعة) قرب حدود قطاع غزة بمشاركة نحو 10 آلاف شخص، تم خلالها إلقاء متفجرات وحجارة"، مضيفاً أن قواته "ردَّت مستخدمةً كل وسائل مكافحة الشغب بما يشمل استخدام الذخيرة الحية في بعض الأحيان". وندد المتحدث باسم وزارة خارجية الاتحاد الأوروبي بمقتل الفتى، قائلاً: "بالأمس، أطلق الجنود الإسرائيليون النار مجدداً على متظاهرين في غزة، مستخدمين الذخيرة الحية عبر السياج الحدودي؛ ما أدى إلى مقتل 4 فلسطينيين، بينهم فتى في الخامسة عشرة وإصابة أكثر من 150″. وأضاف: "يحب فتح تحقيق كامل لمعرفة ما حصل ولماذا".

قتل الأطفال أمر شائن
أما مبعوث الأمم المتحدة إلى الشرق الأوسط نيكولاي ملادينوف، فندد الجمعة 20 أبريل/نيسان 2018، بمقتل أطفال في غزة برصاص القوات الإسرائيلية، مطالباً بفتح تحقيق في إطلاق النار على الأطفال. وقال: "إنه أمر شائن أن تطلق النار على الأطفال، يجب حماية الأطفال من العنف، لا تعريضهم له ، وليس قتلهم! يجب التحقيق في هذا الحادث المأساوي". من جهته، قال مبعوث الولايات المتحدة الخاص إلى الشرق الأوسط، جيسون غرينبلات، على تويتر: "هناك تحقيق كامل من قِبل إسرائيل في مقتل محمد أيوب؛ لكي نتمكن من معرفة ما حصل. فيما نأسف لخسارة مأساوية لروح فتى، يجب أن نعمد إلى تجنب التسبب في المزيد من المعاناة عبر الرد على مقتله". وكانت السلطة الفلسطينية نددت بمقتل الفتى، على لسان الأمين العام لسر منظمة التحرير الفلسطينية صائب عريقات، على تويتر، بمقتل أيوب، والذي قال عنه: "لقد آن الأوان للمحكمة الجنائية الدولية لتبدأ تحقيقاً قضائياً جدياً في هذه الجرائم التي تُرتكب بحق الشعب الفلسطيني". في المقابل، حمّل وزير الدفاع الجيش الإسرائيلي، أفيغدور ليبرمان، قادة حماس مسؤولية مقتل الفتى، قائلاً: "إنهم يختبئون خلف نساء وأطفال ويرسلونهم كدروع بشرية". يُذكر أن الجمعة الماضي شهد مقتل 4 فلسطينيين، بينهم محمد أيوب، وجرح مئات آخرين برصاص الجيش الإسرائيلي والغاز المسيل للدموع في قطاع غزة، حيث يواصل الفلسطينيون حركة الاحتجاج التي يقومون بها منذ 30 مارس/آذار 2018، وأطلقوا عليها اسم "مسيرة العودة الكبرى"، بينما وصفتها اسرائيل بأنها "مسيرة الفوضى". وبذلك، ارتفع عدد القتلى الفلسطينيين الإجمالي إلى 38 برصاص القوات الإسرائيلية منذ إطلاق المسيرة.

عربي بوست 

Script executed in 0.026267051696777