أنت تتصفح أرشيف موقع بنت جبيل

من مُصابة بالتوحد إلى متحدثة بارزة بالعالم...والدة غريتا أقوى متحدثة في العالم عن أزمة المناخ تروي كيف انقلبت حياة ابنتها وأصبحت تخاطب الزعماء!

كشفت والدة الناشطة البيئية غريتا تونبرج، السبت 22 فبراير/شباط 2020، عن تحول ابنتها غير العادي من طفلة شبه صامتة تبلغ من العمر 11 عاماً، إلى أقوى متحدثة في العالم عن أزمة المناخ أمام زعماء وقادة العالم. 

داخل حياة تونبرج: تصف مالينا إرنمان، بأسلوب مؤثر، كيف شخَّص الأطباء إصابة ابنتها غريتا بالتوحد، وكيف ساعدها نشاطها في أزمة المناخ في التغلب على اضطرابات الأكل.

كتبت مالينا عن المؤشرات الأولى التي تدل على أن ابنتها الكبرى لم تكن على ما يرام، في مقتطفات نُشرت في صحيفة  The Observer من كتاب Our House is on Fire: Scenes of a Family and a Planet in Crisis، الذي كتبته عائلة تونبرج بأكملها، وفقاً لما ذكرته صحيفة The Guardian البريطانية.

تقول مالينا: “لقد كانت غريتا تختفي ببطء فيما يشبه الظلام، إذ توقفت عن العزف على البيانو، وتوقفت عن الضحك، وتوقفت عن الكلام، وتوقفت عن الأكل”.

جاهدت مالينا، وهي مغنية أوبرا سويدية شهيرة، وزوجها الممثل سفانتي تونبرج، للتعامل مع صمت ابنتهما ورفضها تناول أي شيء باستثناء كميات ضئيلة من الأرز والأفوكادو والجنوكتشي.

في إثر ذلك، فقدت غريتا 10 كيلوغرامات من وزنها في غضون شهرين، وكانت على وشك دخول المستشفى قبل أن تتحسن حالتها.

لكن عندما عادت غريتا إلى المدرسة، اكتشف والدها أنها تعرضت للتنمر. وكتبت مالينا: “المدرسة ليست متعاطفة معها، فَهمهم للوضع مختلف، والمدرسة تعتقد أنه خطأ غريتا”.

الدخول في قضايا المناخ: بعد استعادة غريتا لبعض من وزنها، خضعت لتقييم الأطباء النفسيين، وشخصوا إصابتها بالتوحد “عالي الأداء”، الذي وصفته مالينا بأنه “متلازمة أسبرجر”، وكذلك اضطراب الوسواس القهري.

واصلت الفتاة حياتها إلى أن أصبحت متعاطفة مع أزمة المناخ، وجاءت هذه اللحظة المحورية بعد عرض فيلم في الصف الدراسي حول القمامة في المحيطات، “جزيرة بلاستيكية” في جنوب المحيط الهادئ، ولكن بعد انتهاء هذا الدرس، فيما كانت غريتا تشعر بالقلق، عبّر التلاميذ الآخرون عن تحمسهم لرحلة أحد المعلمين إلى نيويورك والرحلات الجوية إلى تايلاند وفيتنام.

تقول والدة الناشطة البيئية: “غريتا لا تستطيع تقبل أيٍّ مما رأته للتو، لقد رأت ما لم يُرد الباقون رؤيته، الأمر كان كما لو أنها استطاعت رؤية انبعاثات ثاني أكسيد الكربون بعينيها المجردتين”.

مع حلول صيف عام 2018، بدأت غريتا إضرابها المدرسي الأول، ورفعت لافتة منزلية الصنع خارج مكتب رئيس الوزراء السويدي، وحين انضم إليها ناشطون آخرون حاول والدها إقناعها بالعودة إلى المنزل، إدراكاً منه للأزمة النفسية التي كانت تمر بها، إلا أنها رفضت، وكان لقضائها الوقت مع أشخاص آخرين تأثير غير متوقع عليها.

وفي اليوم الثالث من الإضراب، عرض أحد نشطاء منظمة Greenpeace على غريتا بعض المعكرونة التايلاندية النباتية، “وتناولت القليل منها، ثم تناولت كمية أخرى، ولا أحد يتفاعل مع ما يحدث، ولِمَ قد يفعلون؟… غريتا تواصل الأكل، وليس فقط كمية قليلة ولكن الطبق كله تقريباً”.

حضور عالمي: من المتوقع أن تأتي غريتا إلى المملكة المتحدة هذا الأسبوع للمشاركة في احتجاج للشباب في بريستول، وقد رحَّب منظمو “إضراب الشباب من أجل المناخ” Bristol Youth Strike 4 Climate بحضورها. 

إذ قالت ميللي سيبسون، التي تبلغ من العمر 17 عاماً مثل غريتا: “إننا جميعاً متحمسون للغاية، الجميع متحمس جداً لفكرة سماع حديثها. أود أن أحظى بالفرصة لمقابلتها لأنها مؤسس هذه الحركة، وهي شديدة الأهمية لها، وهي مثل أعلى رغم أنها أصغر مني”.

أصبحت غريتا رمزاً للتحرك من أجل محاربة التغير المناخي عبر العالم، وجمعت الملايين من المناصرين لقضيتها، لكنها لم تحصل على جائزة نوبل للسلام بعدما تم تداول اسمها كثيراً.

لفتت الفتاة أنظار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وقد هاجمها عندما اختارتها مجلة Times شخصية العام في 2019، ورأى أن اختيار المجلة لها “سخيف جداً”.

كانت غريتا قد ظهرت في مقطع فيديو وعلى وجهها تعبير غاضب بينما كان يدخل ترامب محاطاً بالمراسلين الصحفيين من الجانبين، في مقر الأمم المتحدة، وكان الحراس قد أخبروها بأن تقف جانباً ليدخل.

(عربي بوست)

Script executed in 0.032243967056274