أنت تتصفح أرشيف موقع بنت جبيل

مسجد العقبة

 

فالأخبار والسيرة تعلمنا ان النبي ‏‏(صلى الله عليه وآله) كان يعرض نفسه (صلى الله عليه وآله وسلم) على‌ القبائل ‏ليدعوها الى الاسلام فلقي رهطاً من الأوس والخزرج من اهل يثرب (المدينة) فيهم ‏‏(70) رجلاً منهم اسعد بن زرارة وعبد الله بن حرام والبراء بن معرور فعرفهم على‌ ‏الله ودعاهم الى الاسلام وكان مع رسول الله (صلى ‌الله عليه وآله) الامام علي (عليه ‏السلام) وعمه العباس وعمه الحمزة (عليهم السلام) وكانت البيعة الاولى في منى ‏قال لهم رسول الله (صلى ‌الله عليه وآله): تمنعوني جانبي وثوابكم على الله الجنة، ‏فقالوا: والله انه النبي الذي كان يوعدكم به اليهود فلا يسبقكم اليه احد فقبلوا دعوة ‏النبي (ص) وعادوا الى يثرب (المدينة) وقد كانوا في المدينة اخبروا اهلهم عن ‏النبي (صلى‌ الله عليه وآله) وحسن مادعاهم اليه فدخل الكثير من اهل المدينة من ‏الأوس والخزرج في الاسلام فعادوا في العام الثاني الى مكة وقد كان عددهم (73) ‏رجلاً وامرأتان حيث تم اللقاء في العقبة الثانية‌ في موضع بين مكة ومنى متخفين ‏عن عيون قريش وقدبايعوا رسول الله (صلى الله عليه وآله) اجمعهم على الاسلام، ‏ثم قال لهم رسول الله (صلى‌ الله عليه وآله): تمنعوني مما تمنعون منه انفسكم، قالوا: ‏فما لنا على ذلك؟
قال: تملكون بها العرب في الدنيا وتدين لكم العجم وتكونوا ملوكاً ‏في الجنة، فقالوا: رضينا.‏
فبعث رسول الله (صلى الله عليه وآله) مصعب بن عمير بن هاشم يصلي بهم ‏ويعلمهم الدين ويقرأ عليهم القرآن.‏
قال ياقوت الحموي في معجم البلدان: عقبة (وهو الجبل الطويل يعرض للطريق ‏فيأخذ فيه والعقبة منزل في طريق مكة بعد واقصة وقبل القاع لمن يريد مكة بعد ‏واقصة وقبل القاع لمن يريد مكة وهو ماء لبني عكرمة من بكر ابن وائل، اما العقبة ‏التي بويع فيها النبي (صلى‌ الله عليه وآله) بمكة فهي عقبة بين منى ومكة بينها وبين ‏مكة نحو ميلين وعندها مسجد) (1).‏

*******


(1) معجم البلدان ياقوت الحموي ج 4 ص 134.‏

*******

المصدر: فجر الاسلام في تاريخ والمشاعر الحرام، المؤلف: الشيخ عبد العزيز صالح المدني
Script executed in 0.022687911987305