بعد النشيد الوطني ونشيد الجامعة قدّم الحفل مدير كلّية الآداب الفرع الثاني الدكتور ديزيريه سقال. وألقى السيّد حسين كلمة قال فيها: «الزجل جزء من ذاكرتنا الشعبية. وعلامة مميزة في فنوننا اللبنانية الزجل نتاج مجتمع ريفيّ ابن الضيعة ابن الصخر والوعر هو صورة المجتمع اللبناني في نواته القروية والعفوية. هكذا من بلدة سبعل في الشمال إلى بلدة هونين في أقصى الجنوب مرورًا بزان والباروك وحراجل ووادي شحرور وحومال وعين عنوب والدامور والقماطية وصولًا إلى حومين وحاروف والشرقية والصرفند. صورة بهية أشرقت على وجه لبنان بألفاظ محكية تعبّر عن ثقافتنا الريفية. ثقافة الضيعة من العرزال والشير والمشحرة والقبو والسطيحة والمصطبة إلى القامة الممشوقة والعيّوقة واللبقة إلى الولف ورجال المروّة وفحطة القلب وسحنة جدّي إلى السكملة والكارة والنير والفدان والشنغوبة والكركوبة إلى المهودس والملغشن والمشلقح والمشنشل إلى الطربون والرمعون.
طوال قرن من الزمن يجمع هذا الكتاب أروع ما قيل وأروع ما غنّاه المبدعون والمردّدون والمريدون. وحتى لا تبقى ذاكرتنا وحدها شاهدة على هذا التراث الوطني جاء هذا الكتاب بطابعه الأكاديمي فشكرًا للأستاذين الكبيرين في كلية الآداب والعلوم الإنسانية الدكتور محمد حمود والدكتور دزيريه سقال اللذين كتبا بحثًا عن الزجل في نشأته وأنواعه وموضوعاته فضلًا عن تاريخه من ابن قزمان في بلاد الأندلس إلى الشعراء المنبريين الذين أسهموا في بناء المسرح الزجلي مدماكًا فوق مدماك».
وتابع: «الشكر للأستاذ الجامعي الدكتور علي حيدر الذي زوّدنا بوثائق وأزجال من الذاكرة. والتحية للأستاذ أديب صعب نجل أمير الزجل الثاني وليم صعب الذي اختار مجموعات شيّقة لوالده ولعددٍ من الشعراء. والتحية الأكبر لنقيب شعراء الزجل جورج أبو أنطون الذي زوّدنا ما عنده من مخطوطات ومطبوعات وصور وظلّ متواصلًا معنا في مراحل الإعداد والإشراف. والشكر لمن قدّم لنا فكرة في هذا المضمار شكرًا للشعراء جريس البستاني وموسى زغيب وطليع حمدان وشكرًا للنقيب السابق خليل شحرور. وتحية وفاء ومحبة لجوزف الهاشم زغلول الدامور أطال الله عمره وبعد».
وقال: «لعائلات هؤلاء الروّاد المبدعين باقة ورود نديّة من الجرد اللبناني. لا نغالي إذا قلنا إن هذه المجموعة تجاوزت الفئوية والانعزال فكانت وطنية بامتياز تجوب لبنان وبلاد العرب والعالم ناقلة عبقرية الشعر الزجلي إلى العدد الأكبر من الناس. هكذا ينتشر الأدب الشعبي ويكبر معه لبنان تراثًا وثقافة. والذين تابعوا هذا الفنّ من الجمهور كانوا الأكثر احتشادًا وحماسةً وتفاعلًا».
ثم ألقى نقيب الشعراء جورج أبو أنطون قصيدة للمناسبة كذلك ألقى الشعراء موسى زغيب جريس البستاني خليل شحرور وطليع حمدان قصائد أخرى.